العقلية التي ساعدتني للحصول على وظيفتي المثالية مبرمجَ PLC من دون خبرة:العملُ مبرمجَ PLC هو إحدى الوظائف الأكثر شهرةً والأعلى أجرًا في الصناعة الهندسيّة، فمن خلال الحصول على وظيفة مبرمج PLC سيكون لديك الفرصة لتصميم أنظمة المراقبة والتحكم المتطورة في بعض الصناعات الإستراتيجيّة والأكثر أهميةً (مثل النفط والغاز والصلب) بالإضافة إلى تحسينِ نمط حياتك بفضل الراتب الوافر.

ولكن لنفترض أنّك متخرجٌ جديد أو ليس لديك أيُّ خبرة ذات صلة (أو القليل جدًّا منها والتي تمكنك من التأهل للمناصب التي تتطلب عادة سنتين في الأقل في المجال) فهل وظيفة مبرمج PLC بعيدةٌ عن متناولك؟

مهندس في موقع عمل:
مهندس في موقع عمل: (مصدر الصورة: موقع realpars)

أنا هنا لأخبرُكم أنها ليستْ مشكلةً، أنّها فرصة، لماذا؟ لأنك ستكون واحدًا من هؤلاء الذين يواصلون مسارهم حتّى تتحققَ أهدافُهم.
كثيرٌ من الناس يستسلمون إذا رُفضِوا عدّة مرات. يستقرون في الوظائف التي ليس لها صلة ويتخلون عن حلمهم. لكن شخص مثلك، شخص يؤمن بالقيمةِ الحقيقيّة للعمل في هذا المَجال ويلتزم ليصبح مبرمجَ PLC فإنّ طريق النجاح مشرعٌ له.

هذه العقلية ساعدتني للحصول على وظيفتي مهندسَ أتمتة (أو مبرمج PLC) عندما لم يكن لدي خبرة في هذا المجال.

لدي الآن أكثرُ من سبعِ سنوات خبرةً في تصميم أنظمة التحكم للصناعات الثقيلة مثل النفط والغاز والبترول والصلب. بعد سنتين فقط في منصبي الأوَّل، تُرُقِّيتُ إلى رئيس القسم الفني حيث حظيتُ بشرفِ العمل مع بعض مبرمجي PLC ومهندسي أتمتة موهوبين، من جميع بلدانِ العالم. معظمهم لديهم خلفية واسعة طويلة في هذا المجال.

مع تقدمي في مسيرتي، خطرَ أنني أستطيع مساعدةَ الآخرين على تحقيق نجاح مماثل بغضِّ النظر عن مستوى خبرتهم الحالية. هذا الإلهام هو ما دفعني لإنشاء منصة “RealPars”.

قناة اليوتيوب التي بدأتها بالتعاونِ مع بعضِ زملائي هي الآن إحدى أكثر القنوات مشاهدةً في مجال تدريب الأتمتة الصناعيّة. أنشأنا أيضًا مكتبةَ فيديو ضخمة مع دوراتٍ برمجة PLC عملية. وأشار خبراء أتمتة وآخرون إليها على أنها إحدى: ” الدوراتِ التدريبيّةِ العملية والأكثر فاعليّة”.

كما قد تتوقع، معظم فرص العمل التي كانت متاحةً تتطلب خبرة فعلية في هذا المجال. لكنني لم أستسلمْ لأنني لم أستطع. لقد استثمرت عِدّةَ سنوات في المدرسة الثانوية والكلية لأصبح مبرمجَ PLC. لقد كانت الوظيفة التي أحلم بها لفترة طويلة جدًّا لدرجة أنني لم أستطع ببساطة تجاهلَ ذلك.

تلقيت مؤخرًا كثيرًا من الأسئلة -سواءٌ عبرَ اتَّصال الإنترنت أم من دون اتّصال إنترنت- عن كيفية الحصول على عمل مهندسَ أتمتة أو مبرمجَ PLC من دون أيِّ خبرة في المجال. مع أنني أفضّلُ الإجابة عن كل استفسار يأتي؛ فإنّ الجدولَ الزمني المخصوصَ بي كان ضيّقًا جدّا مؤخرًا، ويا للأسف!، لا يمكنني الإجابة عن كلِّ سؤال يأتي.

وعليه، قررتُ مشاركةَ نصائحي للنجاح والشّخصَ الذي يبحث عن وظيفة في هذا المجال والموظفَ الذي يراجع السِّير الذاتيّة ويقابل المرشحين ويعين مبرمجي PLC لمجموعة متنوعة من المشاريع.

لذلك، هيا نبدأ!

  1. ضع نفسَك في المقدمة عبرَ تعليم نفسك قدرَ الإمكان:

عندما تخرجت في الكلية بدرجة بكالوريوس في هندسة الآلات وتحكّمها؛ اكتشفت أن هناك كثيرًا من النّاس يحملون الدرجة نفسَها التي أملكها وعددًا قليلًا منهم قد وُفِقُوا للحصول على برامجَ تدريبيةٍ عملية بالإضافة إلى مناهج الكلية.

لذلك، مع أنني لم أكن في وضعٍ مالي جيّد في ذلك الوقت، فقد استثمرت الأموالَ معظمَها التي كسبتها من دوراتٍ تدريبية مختلفة التي ظننت أنها ستكون قادرة على مساعدتي للاقتراب من هدفي النهائي: وظيفةِ “مبرمج PLC”.

معظم الخريجين الجُدد الذين عرفتهم لم يأخذوا أيَّ دورات خارجَ الكلية أو في حال فعلوا؛ اقتصروا على دورةٍ تدريبية أو دورتين. أخذت ثمانيَ دورات مختلفة في برمجة PLC وWinCC وأنظمةِ المراقبة وProfibus وEthernet وما إلى ذلك؛ ممّا يجعلني فريدًا جدًّا بالمقارنة مع أشخاص آخرين في نفس الدرجة الجامعية.

أظهر امتلاكُ هذه الدورات التدريبية في سيرتي الذاتية للموظفين مباشَرة أنني كنتُ مختلفًا عن الخريجين الجدد الآخرين وإذا وظفوني سيكونون قادرين على تجنب الاضطرار إلى تدريبي من الصّفر. كانوا يعلمونَ أنّهم بتوظيفي سيحصلون على رجلٍ دُرِّبَ بالمهارات الدّقيقة اللازمة للعمل مبرمجَ PLC.

هذا أيضًا ما أراه جالسًا على الجانب الآخر من الطاولة كصاحب عمل. معظم السِّير الذاتية التي تُرسَلُ إليّ، إمَّا ليس لديها دوراتٌ تدريبية ذات صلة، وإمَّا لديها واحدة أواثنتان فقطْ. إذا رأيت سيرةً ذاتية لديها سبع أو ثماني دورات تدريبية عملية؛ فإنَّ فرصتها للحصول على وظيفة أكبرُ من الآخرين. هذا يظهر أنهم يعرفون كيفية تأدية عملهم منذ اللحظة الأولى ويشير أيضًا إلى أنّهم ملتزمونَ بهدفهم في العمل “كمبرمجَ PLC”. لقد استثمروا الوقت والمال لتحقيقِ هدفهم، ومنْ صاحبُ العمل الذي لا يحبُّ الموظف الجادّ؟!

مهندس في العمل:
مهندس في العمل:(مصدر الصورة: موقع realpars)
  1. سَوِّق لنفسك:

يبحث كبارُ مديري الشّركات دائمًا عن شخص يمكنه إضافة قيمةٍ لشركتهم. فإذا وجدوا شخصًا بإمكانهِ أن يكون فاعلًا قيِّمًا لشركتهم؛ فلنَ يترددوا في توظيف هذا الشّخص.

لكن، تحتاجُ أن تريهم مدى أنّك جيّد. إذْ لو كانوا لا يعرفونك، فكيف يمكنهم تّأكد أنك ستكون إضاقةً قيمة لفريقهم؟!

إنه أشبهُ بالحصول على أفضلِ منتجٍ في العالم ولكن من دون تسويق له، ومع أن تتوقعَ الآخرين أن يأتوا ويشترونه منك!. في هذه الحالة لا أحدَ يشتري منتجَك الرّائع ببساطة لأنهم لا يعلمون وجودَ مثل هذا الشيء. يجب أن يكون لديك القدرةُ والرغبة في بيع نفسِك بأفضل طريقة ممكنة كالإظهار وإقناعِ أصحاب العمل أنك ستضيفُ قيمة لشركتهم. إذا كنت لا تروج لنفسك فمَن سيفعل؟

إنَّ  LinkedIn إحدى أفضل الأدوات وأقواها. وهي التي يمكنك استخدامها لتمثل بها مهاراتك. اليومَ تقفز معظمُ الشّركات المحلية والعالمية إلى LinkedIn عندما يريدون توظيفَ موظفين جددًا. تظهر الأبحاث أن المحترفين مع ملف شخصي في LinkedIn جيّدِ التّصميم لديهم فرصةُ عمل أكثر من الآخرين. وإذا كنت محترفًا ولا تملك ملفًا شخصيًّا في LinkedIn، فإنك تفوِّت فرصًا جيّدة.

  1. يجب أن تكون على استعداد لدفع الثمن:

عندما كنتُ أبحثُ عن عمل، بحثت عن فرص عمل عبرَ كلّ الوسائل. أرسلتُ سيرتي الذاتية إلى كلّ شركة طلبت موظفين، بعض الشّركات لم يكن مقرها في المدينة التي أعيش بها وأحيانًا كان على أن أستقل الحافلة لرحلة طويلة مدتها ستٌ أو سبعُ ساعاتٍ (لأنني لم أتمكن من شراء تذكرة طائرة).

كان السيناريو دائمًا على هذا النحو: اتصل سِكْرِتيرُ الشّركة ليخبرني أنهم أحبوا سيرتي الذاتية وسألني عمّا إذا ما كان يمكنني إجراء مقابلة في اليوم التّالي. دائمًا أقولُ “سأكون هناك” ثم عادة آخذ حافلة في الليلة السابقة وتصل في الصباح لأداءِ مقابلة قصيرة مدتها خمس عشْرة دقيقة أو أقلّ.

إذا كنت ترغب حقًّا في الحصول على وظيفة، فأنت تحتاج إلى الشّجاعة للقيام بكل ما يلزم لتحقيق ذلك. بعضُ الأشخاص لا يأخذون وقتًا لملءِ استبانةٍ عبرَ الإنترنت للحصول على فرصة عمل جديدة. ثم يتساءلون لماذا لا يمكنهم العثور على عمل! عذرهم هو: “أنا مشغول جدًّا بوظيفتي الحاليّة أو بأشياءَ أخرى في حياتي. لا يمكنني إيجاد الوقت للبحث عن فرصٍ جديدة”. جواب ذلك هو: «لا». أنت لستَ مشغولًا للغاية هناك دائمًا وقتٌ لفعل ما تريد وما تحتاج إليه لتطوير حياتك المهنية.

  1. قدم شيئًا يصعب تجاهله:

اعتدت أن أطلبَ نصيحة في كلِّ مقابلة من خلال طرح هذا السؤال: «في رأيك، بالنظر إلى مهاراتي في سيرتي الذاتيّة، ما أفضلُ إستراتيجية بالنسبة إليّ للعثور على وظيفة؟». تعلمت كثيرًا من الدروس القيّمة بهذه الطريقة. مثلًا، في إحدى المقابلات قال الرئيسُ التنفيذي الذي قابلني “قدم شيئًا يصعب تجاهلُه، على سبيل المثال قل إنّك ستعمل مدةَ ستة أشهر مجانًا”.

لم يكن ذلك منطقيًّا بالنسبة إليّ في ذلك الوقت لكنني قلت: ” ما هذا؟!، لقد جربت كثيرًا من الأشياء حتّى الآن، فلنجربْ هذا أيضًا”.

بالطبع، كان مدير تلك الشّركة طيِّبًا، وبدأوا الدفعَ لي بعد شهرين لأنهم كانوا راضين عن عملي. قد تفكر في هذا النوع من العروض أيضًا. لا تتصرف مثلَ غالبية الناس. الحصول على الإبداع! أنا متأكّد أنه يمكنك العثور على شيء يصعب تجاهلُه لتقديمِه.

مهندسون مع أنابيب:
مهندسون مع أنابيب:(مصدر الصورة: موقع realpars)
  1. لا تتوقع الجلوسَ خلفَ مكتب في البداية:

أحد الأخطاءِ التي يرتكبها معظمُ المهندسين الشباب أنهم يتوقعون الجلوس خلفَ مكتب على الفور في أوَّل عمل لهم في شركة مصممًا أومبرمجًا لأن لديهم درجةً في الهندسة. ليس هذا نادرًا فحسبُ ولكنه ليس مثاليًّا في الواقع. إذا عُيِّنتَ مبتدئًا وطُلِبَ منك أداءُ عملٍ يدوي (مثل أعمال البناء) فلا تضيع الفرصة فهي قيّمة جدًّا.

عندما عُيِّنتُ أوَّلَ مرَّة مهندسَ أتمتة، كنت أعملُ -في أصعب الظروف مدّةَ ثمانية أشهر تقريبًا- في لوحاتِ تحكم الأسلاك التي تم ثُبِّتتْ على ارتفاع 100 قدمٍ فوقَ الأرض على الرافعات إلى الكابلات في الطوابق السّفلية للمصنع.

الآن، بعدَ أن نظرت إلى الوراء، كانت تلك الأيام بعضًا من أفضل تجارب التّعلم التي مررتُ بها على الإطلاق ووسعت وجهةَ نظري للتصميم والبرمجة. حتّى الآن لم أعد مهندسًا صغيرًا، ما زلت أحصل أحيانًا على يوم عمل مثل هذا إذا كانت هناك حاجة.

ما نصيحتي؟ عندما يطلب منك أداء هذا النوع من العمل الشّاق، لا تكن كَسِلًا. فكّر في الأمر على أنه تجربة تعلُّميّة ستقودك لتصبح مهندسَ أتمتة من النخبة الجادة والمحترفة.

يمكنني الاستمرار مع المزيد من النصائح لكنني لا أريد أن أزعجَك. تقدم كثيرٌ من مشاركات المدونة قوائمَ طويلةً من النصائح، ولكن يصعب تذكرها وتطبيقها على سيناريوهات الحياة الواقعيّة.

ما يمكنني أن أخبرَك به هو أنه إذا كنت تريد الدخولَ في عالم الأتمتة من دون أيّ خبرة مهنية، يجب أن تثبت لأصحابِ العمل أنك ستضيف قيمةً لشركتهم. لا أحدَ يهتم بمدى جودة الطالب الذي كنتَ فيه. الشيءُ الوحيد المهمّ هو ما إذا كان يمكنك إضافة قيمة حقيقية أم لا. أقنعهم أنك شخص مستعدٌ للتضحية ومستعد للقيام بالعمل الشّاق ومستعدٌ للتعلم وخذه من شخص جرَّب ذلك؛ لتكونَ لديك فرصةٌ فضلى لتوظيفك!

 


المصدر: هنا
ترجمة: مجد زهرة, مراجعة: علي العلي, تدقيق لغوي: محمد بابكر, تصميم: علي العلي, تحرير:قحطان غانم.