يُعرّف كاشف الغاز بأنه أداة تُستخدم للكشف عن وجود أي تسرّب غازي وتركيزه في الوسط المحيط، ويعتمد عمله بشكل رئيسي على حسّاس الغاز الموجود ضمنه، وهو العنصر الأساسي لجميع أنواع كاشفات الغاز التي على اختلافها، إذ يمكنه الكشف عن مختلف أنواع الغازات ونسبتها في الجو. ويعتبر كاشف الغاز جزءاً أساسياً من نظام الأمان الذي يضمن السلامة، إذ يصدر المنبه صوتاً لتحذير المستخدم حالما تتجاوز نسبة الغاز في الجو الحد المسموح به.
ما هي الغازات التي تستطيع كاشفات الغاز رصدها؟
تنقسم الغازات التي يستطيع كاشف الغاز أن يكتشفها سواء في الحياة اليوميّة أو العمل إلى ثلاث فئات رئيسية هي: الغازات القابلة للاحتراق (Combustible gas) والغازات السامة (Toxic gas) والمركبات العضوية المتطايرة VOC) Volatile Organic Compounds).
1-الغازات القابلة للاحتراق:
تُعتبر الغازات القابلة للاحتراق من أكثر أنواع الغازات شيوعاً، والتي تحتاج إلى مراقبة دقيقة بوساطة كاشف الغاز لأنها يمكن أن تشكل خليطاً متفجّراً مع الهواء أو الأوكسجين بتركيز معيّن وتنفجر عند التعرض لمصدر اشتعال وتطلق كمّيّة كبيرة من الطّاقة أثناء احتراقها. تتواجد هذه الغازات في كل مكان، مثل بيئة العمل الخاصة بصناعة النفط والمواد الكيميائية وإنتاج المركبات الكيميائية وما يماثلها.
ومن أمثلة هذه الغازات: الهيدروجين (H2) وغاز أحادي أكسيد الكربون (CO) والميثان (CH4) والايثان (C2H6) والبروبان (C3H8) والبوتان (C4H10) والايثيلين (C2H4) والبروبيلين (C3H6) والبوتان (C4H8) والاستيلين (C2H2) والبروبين (C3H4) والبوتاين (C4H6) وكبريتيد الهيدروجين (H2S) والفوسفين (PH3) وغيرها.
تتحسّس بعض أنواع كاشفات الغاز نوعاً واحداً من الغازات، بينما تميّز الكاشفات الأُخرى أنواعاً عديدة، لذلك يجب اختيار كاشف الغاز القابل للاحتراق بما يتلاءم مع بيئة العمل؛ فإذا كانت البيئة بسيطة وتحوي نوع غاز وحيد فنختار الكاشف المخصّص له. لكن في الواقع قد تكون بيئة العمل معقدة جداً وتحوي مزيج من عدة غازات مثل: الغاز النفطي المسال، والغاز الطبيعي وغيرهم. نحتاج في هذه الحالة إلى كاشف غازات متعددة يستطيع تحديد نوع ومحتوى الغاز الخليط القابل للاحتراق لتفادي خطر الاحتراق والانفجار.
2-الغازات السّامّة:
تُعرَف الغازات السامة بأنها مؤذية لجسم الانسان، أي مسمّمة له، وتُقسم بشكلٍ رئيسي إلى غازات مهيّجة يمكن أن تُهيّج العين والغشاء المخاطي للجهاز التّنفُّسي، وغازات خانقة يمكن أن ينتج عن استنشاقها نقص الأوكسجين في الجسم. لذلك تُعتبر هذه الغازات خطيرة جداً لما تسبّبه من أذىً مباشر في جسم الإنسان عند التّعرُّض لها. ومن أشهر الغازات السامة غاز أول أكسيد الكربون CO وكبريتيد الهيدروجين H2S والنشادر NH3 والكلور CL2 وغاز ثاني أكسيد الكبريت SO2 وغيرها.
عندما يرصد كاشف الغاز تلك الغازات السامة، فإنّه يُحدّد كمّيتها من خلال عدّة مستويات هي:
- المتوسّط الزمني المرجّح TWA (Time Weighted Average): هو تركيز معين للغاز يمكن للإنسان التعرض له لمدة 8 ساعات وسطيّاً دون أن يضر بصحته؛ وذلك بقياس التركيز عادة كل 15 دقيقة.
- حدود التعرض قصيرة المدى STEL (Short Term Exposure Limits): هي التركيز الأقصى الذي يمكن للشخص أن يتعرض له لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة دون أن يسبب ذلك له ضرراً لا يمكنه التعافي منه، وعادة ما تؤخذ العينة مرة كل خمس دقائق.
- الخطر الفوري على الحياة والصحة IDLH (Immediately Dangerous to Life and Health): تكمن خطورة تركيز الغاز في هذا المستوى بأنه يسبب الموت أو عدم القدرة على الهرب من المنطقة الملوثة، لذا فهو يُعدّ تهديداً مباشراً للحياة ويطلق عليه “الجرعة القاتلة الفوريّة”.
- التركيز الأقصى المسموح به MAC (Maximum Permissible Concentration): يستطيع العمال العمل ضمن هذا التركيز لفترة زمنية طويلة دون أن يتسبب ذلك لهم بأي مخاطر مهنية حادة أو مزمنة.
وبمعرفة تلك المستويات نستطيع استخدام كاشف الغازات المتعددة أو الغاز الواحد لتحديد مدى خطورة الغازات السامة الموجودة في بيئة العمل وضررها على جسم الانسان.
3-المركبات العضوية المتطايرة:
يُرمَز لها اختصاراً بـ VOC وتشير إلى أي سوائل أو مواد صلبة عضوية تتبخر بنفسها عند الضغط ودرجة الحرارة الطبيعيين، وتسمى عادة بالمذيبات العضوية. ويمكن لكاشف الغازات العضوية المتطايرة الكشف عن البنزين والديزل والنفط الخام والطّلاء وما إلى ذلك.
تُستخدم كاشفات الغاز بشكل واسع في محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تعتمد على الطاقة الشمسية والنفايات والغازات المنبعثة من العوادم، وفي الصناعات الكيميائية والغاز الطبيعي والأدوية، وفي صناعة الطعام والتبغ وصب الحديد والفولاذ، وفي التنقيب عن الغاز والنفط والبترول، فضلاً عن صناعة الورق، وبناء السفن والشحن، ومعالجة مياه الصّرف الصحي، وصناعات أخرى ينتج عنها غازات خاصة.
ماهي أنواع كاشفات الغاز المختلفة؟
يوجد أنواع عديدة من كاشفات الغاز. سنستعرض فيما يلي بعض تصنيفاتها وفق نواحي مختلفة والتي تساعد على اختيار النوع المناسب لشرائه:
- حسب نوع الغاز المكتشف: يوجد كاشفات للغازات السّامة وكاشفات للغازات القابلة للاحتراق وكاشفات متعددة التي تتحسس النوعين معاً، وكاشفات الغازات الخاصة (العضوية)، ويتراوح سعر كلاً منها من المئات إلى الآلاف وحتى عشرات الآلاف.
- حسب عدد الغازات: هناك كاشفات لغاز واحد وكاشفات لعدة غازات، إذ يستخدم كاشف الغاز الواحد بشكل رئيسي لرصد نوع غاز واحد ضمن منطقة معينة، بينما قد يتحسس كاشف الغازات المتعددة أربعة أو خمسة أو ستة غازات وربما أكثر في نفس الوقت. وأكثر أنواعه استخداماً هو كاشف الغازات الأربعة 4-gas detector المستخدم لمراقبة تسرُّب غاز أول أكسيد الكربون والأوكسجين وكبريتيد الهيدروجين والغازات القابلة للاحتراق LEL.
- حسب نمط الاستخدام: يمكن أن يكون الكاشف جهازاً محمولاً (يدوي) أو ثابتاً (متصل بالإنترنت أو مُركّب على الجدار)؛ يستخدم الكاشف المحمول للكشف عن السلامة من قبل الأشخاص المعنيين قبل البدء بالعمل، بينما يُثبّت النوع الثابت على الجدران أو الأسقف ويرصد تركيز الغاز بشكل مستمر لفترة طويلة لضمان سلامة الموقع، ولا يحتاج إلى تحكم يدوي ويمتلك القدرة على التواصل الذكي.
- حسب طريقة أخذ العينات: هناك نوعين منه، الأول هو نوع التشتّت Diffusion type ويشترط لعمله أن يوضع ضمن المنطقة المراد رصد الغاز فيها، وهو منخفض التكلفة نوعاً ما. والنوع الثاني هو السحب بالمضخة Pump Suction type، إذ يحوي مضخة تمكنه من سحب عينات من الهواء وفحصها، مما يوفر استجابة زمنية أسرع من نظيره وكذلك يمكّن العامل من إجراء عمله من مسافة بعيدة نسبياً مما يضمن سلامته.
- حسب مبدأ العمل: هناك أنواع متعددة من حساسات الغاز الموجودة ضمن كاشفات الغاز منها الحساسات الكهروكيميائية والمصنّعة من مواد نصف ناقلة، والتأكسدية، والتأيُّن الضوئي، بالإضافة إلى تلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء IR، وكاشفات الغازات القابلة للاحتراق LEL.
آلية عمل كاشف الغاز: يعتمد كاشف الغاز في عمله بشكل أساسي على حساس الغاز وهو العنصر الرئيسي في كاشف الغاز، وباختلاف هذه الحساسات تختلف طريقة الكشف عن تسرب الغاز ضمن البيئة المحيطة، حيث أن فهم مبدأ عمل كاشف الغاز يمكن أن يساعد في مواجهة الأعطال الصغيرة لكاشف الغاز في الأعمال اليومية. فيما يلي بنية ومبدأ عمل بعض أنواع حساسات الغاز:
الحساسات الكهروكيميائية:
يُستخدم حساس الغاز الكهروكيميائي لقياس التيار الناتج عن الغاز المُكتشف إما من خلال تأكسده كيميائياً، أو بانخفاض مستواه عند القطب للحصول على تركيز الغاز، فهناك جزء كبير من الغازات القابلة للاحتراق والسّامة لها نشاط كهركيميائي، إذ يمكن أن تتأكسد أو تتناقص، ومن خلال التفاعل يمكن الكشف عن تسرب الغاز وتحديد تركيبه وتركيزه.
وتعتبر حساسات الغاز من هذا النوع ملائمة لمراقبة الغازات السامة التالية:
ثاني أكسيد الكربون CO2 وكبريتيد الهيدروجين H2S وأكسيد النتريك NO وثاني أكسيد النتروجين NO2 وغاز ثاني أكسيد الكلور CLO2 وسيانيد الهيدروجين HCN والنشادر NH3 والفوسفين PH3، فضلاً عن مختلف المركبات العضوية السامة.
- حساسات المواد نصف الناقلة:
يُصنع هذا النوع من الحساسات من مواد نصف ناقلة، وتتغير الناقلية الكهربائية بتغير تركيز الغاز في الجو عند درجة حرارة معينة. يُعتبر ثاني أكسيد القصدير SnO2 المادة الأكثر استخداماً في تصنيع هذه الحساسات التي تكشف عن الكحول أيضأ، بناءً على المبدأ القائل بأن مقاومة ثاني أكسيد القصدير تتناقص بشكل كبير عندما يتعرّض لغاز الكحول عند درجات حرارة عالية.
تُستخدم هذه الحساسات أيضاً بشكل فعّال للكشف عن غاز الميثان (الغاز الطبيعي والميثان) والكحول وأول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين والنشادر (بما في ذلك الأمينات والهيدرازاين hydrazine وهو مركب كيميائي يستعمل في وقود المحركات). تُعتبر هذه الحساسات غالية الثمن ومناسبة لاكتشاف الغاز في المناطق العامة أو المدنية لكنها ضعيفة الاستقرار وتتأثر بشكل كبير بالبيئة المحيطة، لذلك هي غير ملائمة للمواقع التي تتطلب قياسات دقيقة.
- حساس الغاز القابل للاحتراق Catalytic bead:
يعتمد في عمله على مبدأ جسر واطستن Wheatstone Bridge، أي عند الاحتراق غير اللهبي للغاز القابل للاحتراق الموجود ضمن البيئة تتغير مقاومة الجسر بسبب الحرارة الناتجة مما يؤدي الى اختلال توازن الجسر وبالتالي تتولّد إشارة تيار ثابتة تتناسب مع تركيز الغاز.
يستخدم هذا النوع من الحساسات غالباً في الكشف عن الغازات القابلة للاحتراق كونه يتميّز بالدقة والاستجابة السريعة فضلاً عن عمره الافتراضي الطويل وسعره المنخفض، ولكن يتأثر هذا الحساس بمعظم أبخرة المركبات العضوية التي لها أثر سام وضرر عليه.
- حساسات الناقلية الحرارية للغازات:
يمتلك كل غاز ناقلية حرارية خاصة به، وعندما يختلف غازان أو أكثر في هذه الخاصية يمكن عندئذٍ استخدام عناصر الناقلية الحرارية للتفريق بين مكونات الغاز، مثل الحساسات التي تُستخدم للكشف عن وجود الهيدروجين وغاز ثاني أكسيد الكربون والتراكيز العالية للميثان. ولكن يمكن تطبيق هذه الحساسات في نطاق ضيق ووفق عوامل محددة.
- حساسات التأيُّن الضوئي للغازات:
يستخدم كاشف الغاز المعتمد على التأين الضوئي (PID) مصدر ضوئي يحفّز تأيّن المركبات العضوية في الغاز المراد كشفه، أي تتحول إلى أيونات موجبة وسالبة، حيث يقيس الحساس شحنة الغاز المتأيّن ويحوّلها الى إشارة كهربائية أو تيار يُضخَّم ويعرّض بتركيز PPM (أو بوحدة جزء في المليون)، وبعد الكشف عنها تتجمّع الأيونات مع بعضها مشكّلة غازات وأبخرة.
يُعدّ هذا الحساس مناسباً لعدد كبير من المركبات العضوية الحاوية على الكربون، بما في ذلك المركبات العطرية aromatics ويودات الألكيل alkyl iodides والأوليفينات olefins ومركبات الكبريت sulfur compounds والأمينات والكيتونات ketones والايثرات ethers وبروميدات الألكيل alkyl bromides و إسترات السيليكات silicate esters والاسترات العضوية orgnic esters والكحولات alcohols والألدهيدات aldehydes والألكانات والنشادر ammonia والزرنيخ arsenic والسيلينيوم selenium والبروم bromine واليود iodine، وما إلى ذلك.
- حساسات الغازات بالأشعة تحت الحمراء:
يستخدم حساس الغاز بالأشعة تحت الحمراء IR خصائص الامتصاص الانتقائية لجزيئات الغاز المختلفة في طيف الأشعة تحت الحمراء، إذ يمكن من خلال العلاقة بين تركيز الغاز وشدة الامتصاص (قانون لامبرت-بيل لامبرت) تحديد مكونات الغاز وقياس تركيزها. يُستخدم حساس الأشعة تحت الحمراء على نطاق واسع في الكشف عن غازات متنوعة ويتميز بالموثوقية العالية والانتقائية الجيدة والدقة العالية والسلامة والثبات وما إلى ذلك. ويمكن استخدامه للكشف عن ثاني أكسيد الكربون والميثان، ويعتمد كاشف غاز ثاني أكسيد الكربون المحمول ATO على حساس الأشعة تحت الحمراء مع زيادة في الدقة والاستقرار.
كيفية اختيار كاشف الغاز المناسب:
من خلال ما سبق أصبح لدينا إدراك عام لأنواع كاشفات الغاز، مما يساعدنا على اختيار النوع المناسب وفقاً لمكان العمل ومتطلبات الاختبار، حيث أن اختيار الكاشف المناسب مهم بالنسبة لسلامة الأشخاص والممتلكات. تُؤخذ عدة عوامل بعين الاعتبار عند اختيار كاشف الغاز:
- نوع الغاز:
يجب مراعاة أنواع الغازات المختلفة التي قد يتعرض لها كل قسم إنتاج عند اختيار كاشف الغاز المناسب، فإذا كان الميثان وغيره من الألكانات الأقل سمية هي الغالبية عندئذٍ يُعدّ كاشف LEL (Lower Explosive Limit) هو الخيار الأنسب بلا شك، وذلك نظراً لأنه يعمل بطريقة بسيطة ويُستخدم بشكل واسع، إضافة إلى أنه مناسب للصيانة والمعايرة.
أما بحال وجود غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين، يُفضّل حينها اختيار كاشف غاز معين لضمان سلامة العمال. وإذا كان هناك غازات سامة وضارة عضوية كثيرة التي قد يسبب تركيز منخفض منها إلى تسمم الأفراد، مثل الهيدروكربونات العطرية والمهلجنة والأمينات والايثرات والكحول والدهون وما شابه ذلك، يكون الكاشف المناسب هنا هو كاشف التأين الضوئي، ولا نستخدم كاشف LEL مطلقاً لأنه غير ملائم لكشف هذه الغازات مما قد يسبب وقوع إصابات. وإذا كان نوع الغاز الموجود يحوي الغازات السابقة، فإن اختيار كاشف غاز متعدد يحقق ضعف النتيجة بنصف الجهد.
- مدى القياس:
يتميز كل نوع من أجهزة الكشف عن الغازات بمدى قياس محدد، ولا يمكن ضمان دقة القياس إلا عند اكتمال عملية الكشف ضمن مدى القياس، وقد يتعرض الجهاز للتلف إذا أُجريت عملية القياس لمدة زمنية طويلة خارج مدى القياس. مثلاً مدى كاشف غاز الكلور CL2 هو 0-10 PPM، وإذا استُخدم في بيئة يتجاوز فيها تركيز الغاز 10PPM فقد يحترق الكاشف أو يتلف، لذلك يجب معرفة التأكد من مدى القياس للغاز المطلوب الكشف عنه قبل شراء أجهزة الكشف، وعادة ما يُختار مدى قياس الكاشف بشكل عام ليكون أعلى بنسبة 150% من التركيز الموجود في الموقع المطلوب.
لتجنب حصول أخطاء في الدقة، لا يجب استخدام كاشف الغاز ذو مدى قياس كبير للكشف عن غازات ذات تراكيز منخفضة جداً، ولا أن يتجاوز تركيز الغاز مدى قياس الكاشف حتى لا يسبب ذلك بحمل زائد وبالتالي تلف الجهاز.
- الظروف البيئية:
تؤثر الظروف البيئية على دقة وحساسية وموثوقية أجهزة الكشف عن الغاز، وتتضمن هذه الظروف درجة الحرارة والرطوبة والضغط وتداخل الغازات الأخرى وعملية الإنتاج ضمن العمل وغير ذلك.
عادةً ما يُستخدم كاشف غاز معين فردي للكشف عن تسرب نوع محدد من الغاز، لكن في بعض الحالات قد يتواجد أكثر من غاز واحد لذلك يجب مراعاة تداخل الغازات فيما بينها لأن ذلك يؤدي الى نتائج غير دقيقة. أيضاً يوجد عدة أنواع لكاشفات الغاز منها المحمولة أو الثابتة، ويعتمد اختيار النوع المناسب على بيئات العمل الصناعية المختلفة التي نعمل بها، إذ يمكن حمل كاشف الغاز المحمول أو اليدوية للكشف عن الغاز بسهولة في أي وقت وأي مكان. أمّا الجهاز الثابت فهو عبارة عن أداة مثبتة في منطقة معينة وتستخدم لمراقبة الغاز بشكل مستمر لمدة يمكن أن تصل حتى 24 ساعة. ويُحدّد نوع الكاشف المستخدم بحسب الحاجة، مثلاً يكون كاشف الغاز الثابت مناسب لاكتشاف التسرب في مواقع الإنتاج أو التخزين لفترات طويلة، أمّا الأجهزة المحمولة أو اليدوية فتستخدم للكشف في حالات الصيانة والطوارئ وعند دخول الموقع وفحص الدارات الموجودة فيه.
- وظائف وميزات كاشف الغاز:
تمتلك أجهزة الكشف عن الغاز حالياً العديد من الوظائف والميزات الإضافية، مثل مقاومة الماء والغبار والانفجار، وقدرتها على تسجيل ونقل البيانات، وغيرها من الميزات التي يجب اختيارها حسب متطلبات كل حالة.
- سهولة الاستعمال:
تُعتبر أجهزة الكشف المحمولة سهلة الاستعمال نسبياً مقارنة بالأجهزة الثابتة التي تحتاج إلى تركيب وتوصيل الأسلاك اللازمة، ويجب الانتباه إلى أهمية إجراء معايرة دورية للجهاز بغض النظر عن نوعه، إذ أن عملية المعايرة ضرورية جداً قبل استخدام كاشف غاز جديد أو بعد تغيير كاشف قديم لضمان دقته وتأمين الحماية الفعالة.
كيفية معايرة كاشف الغاز:
تتأثر دقة كاشف الغاز بعد الاستخدام لفترات طويلة بالظروف المحيطة أو تلف الحساس أو سوء الاستخدام أو وجود غازات أخرى، ولضمان دقة الجهاز واستخدامه بالشكل الصحيح يجب معايرته بشكل دوري كل ثلاثة أو ستة أشهر أو مرة بالسنة على الأقل، فكلما زاد عدد مرات المعايرة كلما أعطى الجهاز نتائج أفضل وقلّت نسبة الخطأ فيه.
يمكن تبسيط عملية معايرة كاشف الغاز إلى خطوتين: أولاً، إعادة ضبط الجهاز من الصفر في بيئة خالية من الغازات المراد قياسها. ثانيا،ً معايرة الجهاز باستخدام غازات قياسية معروفة وبتركيزات محددة. وتختلف طريقة المعايرة لكل جهاز نظراً للاختلاف بالحساسات المضمنة في كل كاشف، لنأخذ مثلاً كاشف غاز الأوزون O3 الذي يشيع استخدامه في المختبرات الصناعية ويمكن معايرته غالباً بطريقة التحليل الكيميائي، وهي إحدى طرق المعايرة المعترف بها دولياً، وتعتمد في عملها على استخدام المواد الكيميائية القوية مثل الأكسجين والأوزون للتفاعل مع يوديد البوتاسيوم مما يسمح بخروج اليود الحر الى الماء ويتغير لونه، ثم استخدام محلول ثيوسلفات الصوديوم Sodium thiosulfate القياسي للتحليل، وتنتهي عملية التفاعل بتلاشي لون الماء. ويمكن معايرة كاشفات الغاز بطريقة أخرى إضافة إلى طريقة المعايرة بالتحليل الكيميائي، ألا وهي استخدام غازات قياسية لمعايرة كاشفات الغاز، وهي الطريقة التي تعتمدها عادةً شركات تصنيع كاشفات الغاز.
آلية تركيب كاشف الغاز الثابت ضمن بيئة العمل:
يُعتبر كاشف الغاز عنصراً ضرورياً وهامّاً في الصناعات البترولية والكيميائية والصناعات
الأخرى التي ينتج عنها بعض الغازات الخطرة؛ وذلك لتحقيق عنصر الأمان لحياتنا وسلامة عملية الإنتاج. ويُعتبر كاشف الغاز الثابت هو النوع المناسب للاستخدام في نقاط محددة تحتاج إلى كشف مستمر للغازات، ولا يتوقف عمله على كشف تسرب الغاز في بيئة العمل فقط، بل يصدر تنبيهاً صوتياً وضوئياً عندما يتجاوز تركيز الغاز القيمة المحددة، ويرتبط مع صمام اللف اللولبي الذي بدوره يقطع مصدر الغاز في نفس اللحظة ويبدأ بتشغيل جهاز الرش الذي يُمكّن من تجنب خطر تسرب الغاز. لنتعرّف الآن على خطوات تركيب وتثبيت كاشف الغاز الثابت وجهاز الإنذار:
قبل البدء بأي خطوة يجب معرفة أنواع الغازات المراد الكشف عنها والتأكد من وجود قوانين أو شروط تركيب محلية أو وطنية تخص حماية المباني من الحرائق عند تركيب وتثبيت هذه المعدات، وكذلك الالتزام بمعايير السلامة الصناعية عند تركيب أجهزة الكشف عن الغاز. ومن ثم يجب تحديد نقاط الخطر والتسرّب والاستقبال للغاز. ونعرّف نقاط التسرّب بأنها الأماكن التي تتسرّب منها الغازات الخطرة، بينما النقاط المستقبلة له هي أماكن يمكن أن تتجمع فيها الغازات الخطرة وتشكل تهديداً للأشخاص أو الممتلكات أو المعدات.
وعلى الرغم من أن معظم الأجهزة تملك العديد من نقاط التسرب والاستقبال، إلا أنه ليس من الضروري أن تتواجد هذه النقاط بنفس المكان. مثلاً، يمكن أن يكون هناك تسرب محتمل في مصنع قريب، لكن نقطة المستقبل لا تقتصر على المصنع فحسب بل قد يمتد تأثيره إلى منطقة أوسع، وبالتالي من أجل تحديد نقطة التسرب لا بد من تفحّص جميع مناطق الخطر وإدارة سلامة العمليات وخطة إدارة المخاطر.. الخ. وعموماً يجب وضع كاشف الغاز الثابت قريباً من نقطة التسرب المحتملة، وفي المواقع التي يحتمل أن تسبب ضرراً للأفراد حتى لو لم يكن هناك تسرب محدد في مكان قريب.
وبعد ذلك نحدد موقع التثبيت بدقة مع مراعاة مصادر الغازات المختلفة، ثم نثبت كاشف الغاز في المكان المناسب بواسطة براغي مخصصة. ويعتمد المكان المناسب على الغاز المراد كشفه، فإذا كان الغاز أثقل من الهواء عندها يجب تركيب كاشف الغاز على ارتفاع يتراوح بين 0.3m إلى 0.6m من الأرض، وإذا كان الغاز أخف من الهواء عندها يجب أن يكون ارتفاعه أعلى بمقدار يتراوح من 0.5m الى 2m من مصدر الغاز.
لا يجب تركيب كاشف الغاز في المواقع التالية:
- الأماكن التي تتأثر بشكل مباشر بالأبخرة والكربون الناتج عن الاحتراق.
- مخارج التهوية ومراوح التهوية وأبواب الغرف وغيرها من الأماكن المعرضة لتيارات هوائية كبيرة.
- الأماكن ذات الرطوبة العالية والتي يتواجد بها بخار الماء بكثرة.
- الأماكن التي تكون درجة حرارتها أقل من -40 درجة مئوية وأعلى من 70 درجة مئوية.
- الأماكن ذات المجالات الكهرومغناطيسية القوية.
وأخيراً، يُربط كاشف الغاز الثابت بوحدة التحكم للسماح له باستقبال الإشارات منها، ويجب استخدام سلك توصيل شديد الحماية لمنع تداخل الإشارة الكهربائية، مع الانتباه الى أنه يجب توصيل الأسلاك وفقاً لمخطط التوصيل في دليل المستخدم للكاشف الثابت. وبعد اكتمال عملية التوصيل نشغل الكاشف ونتحقق من صحة عمله.
ترجمة: | اسراء اسماعيل |
مراجعة: | ميس حمود |
تدقيق لغوي: | حنين غاليه |
تحرير: | محمد حنان |