اكتشف العُلماء مكوّناً جديداً للدّارات الالكترونيّة، فخلال القرون الماضية اعتقدنا أنَّ الدارات الإلكترونيّة تتكوَّن من ثلاثة عناصر أساسيّة فقط هي: الملفّات والمُكثّفات والمقاومات، لكن على مدى السنوات العشرين الماضية اكتشف العلماء إصدارات خاصّة من المكثفات والمقاومات سُمّيت بالمكثّفات ذات الذاكرة memcapacitors والمقاومات ذات الذاكرة memrisitors.
وفي الآونة الأخيرة ، اكتشف فريقٌ من الخبراء عنصرًا جديداً للدارة الإلكترونيّة سُمّي بالملفّ ذو الذاكرة meminductor ؛ إذ يشير الاختصار “mem” إلى الذاكرة التي يمكنها حفظُ خصائصِ العنصر وتذكّرها حتّى بعد إيقاف تشغيل الدارة. ينتشر استخدام الدارات الكهربائيّة على نطاقٍ واسعٍ وفي مجالاتٍُ شتّى؛ إذ إنّها تتيحُ لنا بالتّحكُّم وتشغيل كلّ شيءٍ مثل سياراتنا والأجهزة المحمولة والإضاءَة في منازلنا.
وعلى الرّغمِ من أنّ أوّل دارة كهربائيّة بسيطة صُمّمت عام 1800 لكن على مدى المئتي سنة الماضية منذ تصميمِها لم يطرأ تغييرٌ كبير على مستوى تصميم الدارات بشكلٍ أساسيّ، إذ إنّها جميعاً عبارة عن مزيجٍ من ثلاث عناصر هي الملفّات (تُخزّن الطاقة ضمن حقل مغناطيسي) والمكثّفات (تخزّن الطاقة ضمن حقل كهربائي) والمقاومات (تُمانع تدفُّق التيار). وتغيّر ذلك تغيّراً كبيراً في عام 2008 باختراع المقاومة ذات الذاكرة التي يمكنها أن تتذكّر خصائصها بعد إيقاف تشغيل الدارة وإعادة تشغيلها مرة أخرى، ومن هنا أتت اللّاحقة “mem”. وتَبِعَه اكتشافُ المكثّف ذو الذاكرة بعد 11 عاماً.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنِ فريقٌ من جامعة Texas A&M اكتشافَ عنصرٍ جديدٍ آخر في الدارة الكهربائيّة وهو الملفّ ذو الذاكرة، وقال راستي هاريز Rusty Harris أحد الباحثين في الفريق في تصريحٍ صحفي: “إنّ هذين الاكتشافَين قد قلبا العالم رأساً على عقب خصوصاً فيما يتعلّق بالهندسة الكهربائيّة”.
ترجمة: | اسراء اسماعيل |
مراجعة: | علي العلي |
تدقيق لغوي: | تيماء العبيد |
تحرير: | نور شريفة |