تقنيّة روبوتات نامية مع إمكانيّات سوقيّة كبيرة: 

الروبوتات التعاونيّة هي شكل من أشكال الأتمتة الآليّة المصمَّمة للعمل بأمان جنباً إلى جنب مع العاملين من البشر في مساحة عمل مشتركة وتعاونيّة. في معظم الأحيان، يكون الروبوت التعاونيّ مسؤولاً عن المهامّ المتكرّرة والبسيطة، بينما يُتِمُّ العامل البشريّ مهامَّ أكثر تعقيداً وحاجةً إلى الجهد الفكريّ؛ إذ تُصمَّم الروبوتات التعاونيّة بجهوزيّة، ودقّة، وقدرة على التكرار تُكَمِّلُ الذكاء البشريّ وقدرته على حلّ المشكلات.

تختلف تصاميم الروبوتات التعاونيّة اختلافاً كبيراً عن نظيراتها من الروبوتات الصناعيّة، فتتميّز الأولى بحوافَّ مستديرة، وأوزان خفيفة، وقيودٍ على قوّتها مصمَّمةٍ أوّلاً وقبل كل شيء من أجل السلامة. ويُجهَّز معظمها بسلسلة من المستشعرات لتجنُّب الاصطدام بالعاملين من البشر، بالإضافة إلى بروتوكولات سلامة توقِفُها عن العمل في حالة حدوث أيّ شكل من أشكال الاتّصال غير المخطَّط له.

توسّع القدرة على العمل بالتعاون مع البشر التطبيقات المحتملة للأتمتة الآليّة كثيراً. ومن المتوقّع أن يشهد سوق الروبوتات التعاونيّة نموًّا هائلاً؛ لأنّ المزيد من الصناعات تُدرك الأرباح التي يمكن جنيها من هذه التكنولوجيا.

مع إمكانيّات السوق الرئيسيّة في عدد من الصناعات المتعلّقة بتجهيزات المصانع وغيرها، ستكون الروبوتات التعاونيّة تقنيّة مثيرة وَجَب مراقبتها لأنّها ستكون شكلاً بارزاً من الأتمتة الآليّة.

 

سوق الروبوتات التعاونيّة:

تُحقِّق الروبوتات التعاونيّة نموّاً هائلاً؛ إذ بلغت قيمة الصناعة حوالي 400 مليون دولار عام 2017، وبحلول نهاية عام 2018، ستكون قد نمت بنسبة 60% لتصل إلى 600 مليون دولار، وفقاً لتحليل تفاعليّ. هذا النموّ السريع ليس سوى البداية، فمن المتوقَّع أن تصل قيمة السوق إلى 7.6 مليار دولار بحلول عام 2027، وهو ما يمثّل 29% من سوق الروبوتات الصناعيّة بالكامل.

عاماً بعد عام، من المتوقّع أن يشهد سوق الروبوتات التعاونيّة نموّاً كبيراً، مع عدم ظهور أيّ تباطؤ في الأفق، واستيلاءً سريعاً على حصّة أكبر من سوق الروبوتات ككلّ. ولتوضيح ذلك، هناك العديد من العوامل لهذا النموّ، منها:

  • نقص العمالة المؤهَّلة.
  • زيادة تكاليف العمالة.
  • اختلاط جودة المنتج مع زمن دورات أقصر.
  • حاجة أكبر إلى المرونة في الأتمتة.
  • مطالب أكثر صرامة لعائد الاستثمار، وربح أسرع.

على مدار السنوات العديدة الماضية، كانت الروبوتات التعاونيّة أكثر شيوعاً بين الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم (SMBs)؛ إذ فضّلتها الأخيرة لتكاليفها الأوّليّة المنخفضة، وحجمها الأصغر بكثير، والقدرة على إنتاج عائد استثمار في بيئات عمل تعتمد على نظام الدُفعات الصغيرة. لكن، كلّ ذلك على وشك التغيير؛ لأنّه من المتوقَّع أن يبدأ كبار مصنّعي المعدّات الأصليّة OEMs)) في اعتماد الروبوتات التعاونيّة بأعداد كبيرة، ممّا سيؤدّي إلى نموّ السوق على المدى القريب والبعيد.

من المتوقَّع أن تكون شركات صناعة السيّارات والإلكترونيّات أكبر مستخدمي الروبوتات التعاونيّة من بين هذه الشركات المصنِّعة للمعدّات الأصليّة (OEMs). كلّ منهم من المبتكرين المعروفين في الإنتاج الآلي كما أنه من المحتمل أن يصبحوا روّاداً في مجال الروبوتات التعاونيّة. فمن جهة أخرى، تتمتّع صناعة الإلكترونيّات على وجه الخصوص بدرجة عالية من التباين الجزئيّ، وأزمنة دورات قصيرة. لهذا، تناسب الروبوتات التعاونيّة هذه التطبيقات؛ بسبب مرونتها الفائقة مقارنة بالروبوتات الصناعيّة.

حاليّاً، يهيمن عدد قليل من الشركات المصنِّعة الكبرى على سوق صناعة الروبوتات التعاونيّة، لكن في السنوات القادمة، من المتوقَّع أن يدخل عدد من الشركات المصنِّعة للروبوتات من حجم أصغر –غالباً من آسيا– السوق كمنافس قويّ. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الشركات المصنِّعة الرئيسيّة للروبوتات الصناعيّة في إطلاق حلول روبوتيّة تعاونيّة تهدّد الشركات المختصّة الحاليّة. ومع اتّضاح إمكانيّات السوق للروبوتات التعاونيّة، سيدخل المزيد من الشركات هذه الصناعة، ممّا سيزيد المنافسة، ويؤدّي إلى خفض الأسعار.

فوائد الروبوتات التعاونيّة:

يمكن نشر الروبوتات التعاونيّة في مجموعة واسعة من البيئات، وتحقيق العديد من الفوائد المختلفة عند مقارنتها بالروبوتات الصناعيّة التقليديّة؛ إذ يختار مستخدم الروبوتات عادة روبوتاً تعاونيّاً عندما تكون الأولويّة للسلامة، والمرونة، والنشر منخفض التكلفة، وعائد الاستثمار السريع.

السلامة:

صُمِمَت الروبوتات التعاونيّة للتقليل من أخطار الحوادث والإصابات في مكان العمل. وبالنسبة للتطبيقات التي تحتاج تدخّلاً من الإنسان والروبوت، فإنّ الروبوت التعاونيّ مُزوَّد بأجهزة استشعار لتجنّب الاصطدامات، كما توجد قيود على قوّته، والتصميمات السلسة، وحماية من التيّار الزائد، والامتثال السلبيّ في حالة أيِّ اتّصال غير مخطَّط له. وبالطبع، تُعزّز السلامة المحسّنة الإنتاجيّة، وتقلّل من تكاليف التشغيل لمستخدمي الروبوت. هاتان فائدتان فوريّتان توفّرهما الروبوتات التعاونيّة.

المرونة: 

يمكن برمجة الروبوتات التعاونيّة بسهولة، حتّى من قبل العمّال عديمي المعرفة ببرمجة الروبوتات. في بعض الحالات، يمكن تعليم الروبوت كيفيّة إتمام مهمّة ما عن طريق تحريك ذراع الروبوت فعليّاً إلى الأماكن الصحيحة. يسمح هذا للروبوتات التعاونيّة بأتمتة العديد من المهام المختلفة بأوقات تغيير سريعة. هذه المرونة تقلّل التكلفة الأوّليّة للأتمتة، وتساهم بشكل مباشر في عائد الاستثمار والإنتاجيّة.

نشر منخفض التكلفة:

تقلّل سهولة برمجة الروبوتات التعاونيّة الوقت والموارد اللازمة للتكامل، ممّا يقلّل من التمويل اللازم للأتمتة. كما تأتي الروبوتات التعاونيّة مزوَّدة بميّزات أمان لا تتطلّب أسواراً أو غيرها من معدّات السلامة الصناعيّة، خافضة بذلك التكاليف، ومقلَّلة من وقت التكامل. إنّ التكلفة المنخفضة لنشر روبوت تعاونيّ على الأقلّ بالمقارنة مع الروبوتات الصناعيّة، تجعلها أسهل في الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع.

عائد استثمار سريع:

أثبتت الروبوتات التعاونيّة قدرتها على تحقيق عائد استثمار أسرع من نظيراتها الصناعيّة. هذا يرجع في المقام الأوّل إلى حقيقة أنّ التكاليف الأوّليّة أقلّ بكثير، ويمكن أتمتة المزيد من المهامّ لكلّ روبوت، كما تساهم الروبوتات التعاونيّة في زيادة الإنتاجيّة. بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون المخاطرة كثيراً في تمويل الأتمتة، توفّر الروبوتات التعاونيّة عائد استثمار موثوق في غضون بضعة أشهر فقط.

هناك العديد من الفوائد المرتبطة باستخدام الروبوتات التعاونيّة، وعند مقارنتها بالروبوتات الصناعيّة، غالباً ما تكون الروبوتات التعاونيّة حلّاً أكثر ربحاً وإنتاجيّة عند استخدامها في التطبيقات المناسبة.

ستكتسب الروبوتات التعاونيّة حصّة سوقيّة في مجموعة متنوّعة من الصناعات:

إنّ مرونة الروبوتات التعاونيّة، فضلاً عن انخفاض أسعارها، تجعلها حلّاً مثاليّاً في مجموعة واسعة من الصناعات والتطبيقات. تشمل بعض الصناعات الأكثر شيوعاً التي تستخدم الروبوتات التعاونيّة اليوم ما يلي:

  • السيّارات.
  • الإلكترونيّات.
  • التصنيع العامّ.
  • تصنيع المعادن.
  • التعبئة والتغليف.
  • البلاستيك.
  • الغذاء والزراعة.
  • الأثاث والمعدّات.
  • الدوائيّة والكيميائيّة.
  • البحث العلميّ.

يمكن نشر الروبوتات التعاونيّة بعدّة طرق مختلفة. مع تقدّم تكنولوجيا الروبوتات التعاونيّة، ووعي المزيد من الصناعات للفوائد الإنتاجيّة لهذه الأنواع من الروبوتات، فإنّ أحجام المبيعات سوف تزيد.

خلاصة القول، تعمل الروبوتات التعاونيّة في بيئات تكون فيها الروبوتات الصناعيّة غير آمنة أو غير منتجة. بالإضافة إلى أنّ إمكانيّات سوق الروبوتات التعاونيّة داخل وخارج المصنع مذهلة.


المصدر: هنا

ترجمة: حنين الرفاعي، مراجعة: رلا دنورة، تدقيق لغوي: سلام احمد،تصميم: علي العلي، تحرير: حسين اسعد