يعدُّ إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) من التقنيات الفعّالة التي يُنتِج دمجها مع بعضها ما يسمى بالذكاء الاصطناعي للأشياء (AIoT)، إذ تعتبر أجهزة إنترنت الأشياء النظام العصبي الرقمي في حين أن الذكاء الاصطناعي هو دماغ النظام.
ما هو إنترنت الأشياء؟
بدايةً يجب أن نفهم مصطلح انترنت الأشياء يعني وصل عدة أجهزة (أشياء) بالإنترنت مثل تلك القابلة للارتداء والثلاجات والمساعِدات الرقمية والحساسات وغيرها من المعدات بالإنترنت، والتي يمكن التعرف عليها بواسطة الأجهزة الأخرى لجمع ومعالجة البيانات، ويعرّف الذكاء الاصطناعي بأنه قدرة النظام على إكمال مجموعة من المهام أو التعلم من البيانات بطريقة ذكية، وبالتالي يمكن لتلك الأجهزة تحليل البيانات واتخاذ القرارات والتصرف بناءً على تلك البيانات دون تدخل البشر عند دمج التقنيتين معاً.
تُدعى تلك الأجهزة “الذكية”، وتساعد في زيادة الكفاءة والفعالية، إذ يتيح الذكاء الاصطناعي للأشياء تحليل البيانات التي تُستخدم بعد ذلك لتحسين النظام وتوليد أداء أعلى وإنشاء بيانات تساعد على اتخاذ قرارات أفضل ويمكن للنظام التعلم منها.
أمثلة عملية عن الذكاء الاصطناعي للأشياء
القدرة على مزج تقنية إنترنت الأشياء مع الأنظمة الذكية تجعل الذكاء الاصطناعي للأشياء أداةً قوية ومهمة للعديد من التطبيقات، ومنها:
أنظمة البيع بالتجزئة الذكية:
يمكن لنظام المراقبة المدعّم بتقنية رؤية الحاسب computer vision التعرف على الوجوه لتحديد العملاء عندما يدخلون المتجر، إذ يجمع النظام معلومات عن العملاء تتضمن جنسهم ومنتجاتهم المفضلة وحركتهم في المتجر وغيرها من المعلومات، ثم يحلل البيانات لتنبؤ سلوك المستهلك بدقة ويستخدم المعلومات الناتجة لاتخاذ قرارات بشأن تشغيل المتجر وإدارته بدءاً من التسويق إلى طريقة توزيع المنتجات وما شابه.
فمثلاً، إذا اكتشف النظام أن غالبية العملاء الذين يدخلون المتجر من جيل الألفية، فقد ينشر إعلانات لمنتجات أو عروض متوفرة فقط داخل المتجر بما يتناسب مع أذواق تلك الفئة مما يؤدي إلى زيادة المبيعات، ويمكن الاستعانة بالكاميرات الذكية لأتمتة عملية الدفع عند الخروج من المتجر والاستغناء عن نقط الدفع والانتظار أمامها كما يحدث في متجر Amazon Go.
مراقبة حركة المرور بواسطة الطائرات المسيَّرة (الدرون)
هناك العديد من الاستخدامات العملية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للأشياء في المدن الذكية، بما في ذلك المراقبة الآنية لحركة المرور بواسطة الطائرات المسيّرة لإجراء تعديلات على حركة المرور وتقليل الازدحام، فعند استخدامها لمراقبة منطقة واسعة تجمع وتنقل بيانات ضخمة ليحللها الذكاء الاصطناعي ويتخذ قرارات حول أفضل السبل لتخفيف الازدحام المروري من خلال تعديلات لحدود السرعة وتوقيت إشارات المرور دون تدخل بشري.
وكمثال نجد منصة ET City Brain التي طورتها شركة Alibaba Cloud والهادفة إلى تحسين استخدام موارد المدن بوساطة الذكاء الاصطناعي للأشياء، وتستطيع كشف حوادث السير ومخالفات ركن السيارات وتغيير إضاءة إشارات المرور لتسهيل عبور سيارات الإسعاف ووصولها للمرضى أسرع من المعتاد.
المباني المكتبية
يتقاطع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مجال المباني المكتبية الذكية، فبعض الشركات تختار تركيب شبكة من الحساسات البيئية الذكية في مبنى مكاتبها، ويمكن لهذه الحساسات اكتشاف الأفراد الموجودين وضبط درجات الحرارة والإضاءة وفقاً لذلك وبالتالي ترشيد استهلاك الكهرباء.
يمكن أيضاً للمبنى الذكي التحكم فيمن يسمح للدخول من خلال تقنية التعرف على الوجوه، إذ يمكن مقارنة الصور الملتقطة آنياً بالمعلومات الموجودة في قاعدة البيانات عند الدمج بين كاميرات المبنى والذكاء الاصطناعي لتحديد من يمكنه دخول المبنى، وبالتالي لن يحتاج الموظفون إلى تسجيل الحضور للعمل أو الاجتماعات الإلزامية يدوياً، نظراً لأن نظام الذكاء الاصطناعي لإنترنت الأشياء يتولى متابعة تلك الأمور.
إدارة الأسطول والمركبات ذاتية القيادة
تستخدم هذه التقنية حالياً في إدارة الأسطول للمساعدة في مراقبة المركبات وتتبع صيانتها وتقليل تكاليف الوقود إضافةً إلى تحديد سلوك السائق المتهور من خلال أجهزة إنترنت الأشياء مثل جهاز تحديد الموقع GPS وحساسات أخرى ونظام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تستطيع الشركات إدارة أسطولها بجودة أعلى.
توظّف تقنية الذكاء الاصطناعي للأشياء في المركبات ذاتية القيادة أيضاً مثل أنظمة القيادة الآلية من شركة تيسلا Tesla، التي تستخدم الرادارات والسونارات ونظام تحديد المواقع والكاميرات لجمع البيانات حول ظروف القيادة ثم نظام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات حول البيانات التي تجمعها أجهزة إنترنت الأشياء.
روبوتات التوصيل الذاتية
تعد روبوتات التوصيل الذاتية مثالاً فعلياً آخراً على الذكاء الاصطناعي للأشياء إذ تحتوي الروبوتات على حساسات تجمع معلومات حول البيئة (المنطقة) التي يمر بها الروبوت ثم تتخذ قرارات فورية حول كيفية الاستجابة من خلال منصة الذكاء الاصطناعي المدمجة فيها.
ترجمة: | حنين الرفاعي |
مراجعة: | إيليا سليمان |
تدقيق لغوي: | بولا ابراهيم |
تحرير: | نور شريفة |