تستطيع المصانع مراقبة منشآتها في الزمن الحقيقي وذلك باستخدام تقنيّات الثورة الصناعيّة الرابعة 4IR  مثل تعلّم الآلة والأتمتة والتحليلات المتقدّمة والتنبؤيّة وإنترنت الأشياء IoT ممّا يسهل جمع كميات كبيرة من البيانات التشغيليّة لكلٍّ من:

  • مؤشرات الأداء الرئيسيّة مثل مؤشر الكفاءة الشاملة ومعدل الإنتاج أو معدل الفقد.
  • التنبُّؤ بمواعيد التسليم الدقيقة وتجنّب تفويتها.
  • التنبؤ بالاضطرابات المحتملة في سلسلة التوريد
  • حَل مشكلات التخزين المفرط  في الإنتاج
  • تحديد وإصلاح مشاكل المعدات عند ظهورها

ووفقاً لشركة ماكينزي McKinsey فإنّ قيمة أرباح تقنيّات الثورة الصناعيّة الرابعة المتوقعة بحلول عام 2025 قد تصل إلى 3.7 تريليون دولار؛ إذ يمكن أن تصل قيمة أرباح  الذكاء الصنعي وحده إلى ما يقارب 1.2 إلى 2 تريليون دولار في إدارة التصنيع وسلاسل التوريد.

أمثلة عن استخدامات الذكاء الصنعي في مجال التصنيع:

يؤثّر الذكاء الصنعي جذرياً في مجال التصنيع، ومثال على ذلك استخدام شركة تصنيع الطعام الفرنسية دانون Danone لتعلّم الآلة في تطوير دقّة توقّع الطلبات، وبذلك لوحظ:

  • انخفاض أخطاء التوقع بنسبة 20%
  • انخفاض ضياع المبيعات بنسبة 30%
  • انخفاض عبء تخطيط الطلب بنسبة 50%

وتستخدم شركة الأتمتة اليابانية فانك  Fanuc روبوتات كعمال لتشغيل مصانعها على مدار الساعة؛ إذ تنتج الروبوتات المكونات الرئيسية لأنظمة التحكّم الحاسوبيّة والمحركات، كما تشغل جميع معدّات ساحة الإنتاج دونَ توقف، وتسهّل المراقبة المستمرة لجميع العمليات.

وتستخدم شركة BMW تقنيّة تعرّف الصورة المؤتمتة للتحقّق من الجودة وللفحص والتخلّص من العيوب الزائفة (أي الانحراف عن الهدف دون وجود عيب فعلي)، ونتيجة لذلك حقّقت الشركة درجة عالية من الدقّة في التصنيع، كما تستفيد شركات أخرى من الذكاء الصنعي في مجال التصنيع مثل شركة بورش Porsche؛ إذ تستخدم مركبات التوجيه الذاتي AGVs في أتمتة أجزاء كبيرة من عمليّة تصنيع السيارات، وتأخذ هذه المركبات الهياكل الضخمة من محطة معالجة إلى المحطة التالية ممّا يحدّ من حاجة التدخّل البشري ويجعل المنشأة قوية في حال الأوبئة.

لماذا يعدّ الذكاء الصنعي أساسياً في مستقبل عالم الصناعة؟

يهدف كلّ مصنع لإيجاد طرقٍ حديثة للتوفير وتحقيق الأرباح وتقليل المخاطر وتطوير الكفاءة الإنتاجيّة العامة، وهذا أمر ضروري لتأمين مستقبلٍ مستدام، ويعتمد ذلك أساساً على تقنيّات الثورة الصناعيّة الرابعة وخصوصاً المعتمدة على الذكاء الصنعي وابتكارات تعلّم الآلة؛ إذ تستطيع أدوات الذكاء الصنعي معالجة وتفسير كميّات ضخمة من البيانات بدءاً من أرضيّة الإنتاج وصولاً لتتبّع الأنماط وتحليل وتوقع سلوك المستهلكين واكتشاف عيوب الإنتاج في الزمن الحقيقي وغيرها.

تساعد هذه الأدوات الشركات المصنعة على توفير رؤيةٍ شاملة لكلّ عمليات التصنيع في المؤسسات ضمن جميع المناطق الجغرافية، وتستطيع أنظمة الذكاء الصنعي التعلّم والتكيّف والتطوّر باستمرار بفضل خوارزميات تعلّم الآلة، وتعدّ هذه القدرات أساسيّة لضمان الازدهار في ظل التطورات السريعة بعد الجائحة، وقد وفّرت عدّة  شركات التكاليف وحققّت زيادة في الإيرادات من خلال استخدام الذكاء الصنعي وذلك وفقاً لشركة ماكينزي، فقد لاحظ 16% من المشمولين انخفاض التكاليف بنسبة تتراوح بين 10% و 19% ولاحظ 18% منهم زيادة في الإيرادات الإجماليّة بنسبة تتراوح بين 6% و 10%.

توفّر أنظمة الذكاء الصنعي تحليل البيانات التوقعيّة والتي تساعد في التعامل مع التحديات التشغيليّة والاضطرابات في سلاسل التوريد وأيضاً القوى العاملة، ويشير تقرير شركة ماكينزي إلى إمكانيّة تحسين الذكاء الصنعي لدقّة التوقعات في مجال التصنيع بنسبةٍ تتراوح بين 10% و 20%، وذلك يفسّر انخفاض تكاليف المخزون بنسبة 5% وزيادة العائدات بنسبة تتراوح بين 2% و 3%.

كما يوفّر الذكاء الصنعي العديد من المزايا في مجال التصنيع منها:

  • الصيانة التنبؤيّة للتخفيف من حالات التوقّف المفاجئ.
  • تشغيل المنشآت القريبة من الشواطئ باستخدام تقنيّات تصنيع متقدّمة (مثل الطابعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات) للتقليل من تكاليف العمالة ولضمان الموثوقيّة بصرف النظر عن الاضطرابات في سلاسل التوريد.
  • ابتكار التصميم الأمثل اعتماداً على الذكاء الصنعي لضمان الفعاليّة وتقليل الضياعات.
الشكل 1 الذكاء الصنعي ومستقبل التصنيع(مصدر الصورة :موقع birlasoft)
الشكل 1 الذكاء الصنعي ومستقبل التصنيع(مصدر الصورة :موقع birlasoft)

كيف يُستخدم الذكاء الصنعي في مجال الصناعة؟

يحقّق الذكاء الصنعي الدور الأكبر في مجال الصناعة من خلال التخطيط وعمليات التصنيع في ساحة العمل.

وفقاً لتقرير شركة مجموعة بوسطن للاستشارات BCG فإنّ أبرز حالات استخدام الذكاء الصنعي في مجال الصناعة هي:

  • الآلات الذكية والتي تطوّر من نفسها وتؤتمت عمليات الإنتاج
  • التنبؤ بفاقد الكفاءة لتخطيط أفضل
  • اكتشاف عيوب الجودة لتسهيل الصيانة التنبؤية

كيف سيغير الذكاء الصنعي المجال الصناعي؟

إنّ ظهور تقنيّات الثورة الصناعية الرابعة سيكشف الستار عن عصر الصناعة الذكيّة للمصانع الرقميّة،  وفي عام 2020 عمل حوالي 2.7 مليون روبوت في تشغيل المصانع حول العالم وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات IFR؛ إذ ازدادَ عدد الروبوتات العاملة بنسبة 12% عن عام 2019 بفضل النمو المتسارع لمبادرات التحوّل الرقمي، وستستمرّ الشركات المصنّعة بالاستثمار في تقنيّات مثل الذكاء الصنعي وتعلّم الآلة لتخفيض تكاليف الإنتاج قدر الإمكان وتحسين وقت الوصول إلى السوق؛ إذ تسعى الشركات بعد الجائحة العالمية لجعل أعمالها أكثر مرونة باستخدام التقنيّات الحديثة لأتمتة الطلبات والتنبّؤ بالاضطرابات وتسهيل التحكّم الشامل في جميع العمليات.

بعض استخدامات الذكاء الصنعي في المجال الصناعي:

  1. الذكاء الصنعي في الخدمات اللوجستيّة
  2. الروبوتات التي تعمل بالذكاء الصنعي
  3. الذكاء الصنعي في إدارة تأمين سلاسل التوريد
  4. مركبات القيادة الذاتية التي تعمل بالذكاء الصنعي
  5. الذكاء الصنعي لأتمتة المصانع
  6. الذكاء الصنعي لعمليّات تقنيّة المعلومات
  7. الذكاء الصنعي في التصميم والتصنيع
  8. الذكاء الصنعي وإنترنت الأشياء
  9. الذكاء الصنعي في إدارة المستودعات
  10. أتمتة العمليّات باستخدام الذكاء الصنعي
  11. الذكاء الصنعي في الصيانة التنبؤيّة
  12. تطوير المنتجات باستخدام الذكاء الصنعي
  13. المصنع المتصل بوساطة الذكاء الصنعي
  14. الفحوص المرئيّة والتحكّم بالجودة باستخدام الذكاء الصنعي
  15. الذكاء الصنعي لمتغيرات أسعار الشراء
  16. إدارة الطلبات بوساطة الذكاء الصنعي
  17. الذكاء الصنعي لتوفير الأمن السيبراني

1- استخدامات الذكاء الصنعي في الخدمات اللوجستيّة

تمثّل الخسائر الناجمة عن التخزين المفرط أو غير الكافي تحدّياً دائماً في مجال الصناعة؛ إذ يؤدّي التخزين المفرط إلى الهدر في أغلب الأحيان ويقلّل الهامش الربحي، كما يؤدّي التخزين غير الكافي لخسائر في المبيعات والعائدات والمستخدمين، ويمكن للمصانع استخدام الذكاء الصنعي في:

  • تتبُّع عمليّات الإنتاج
  • تزويد توقعات طلب أكثر دقّة
  • تقليل الخسائر المتعلقة بالتخزين وتبسيط إدارة الموارد

 يستخدم المصنّعون تقنيّات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاج أجزاء تسلسلية داخل المنشأة أو ضمن منشآت تقع في مناطق قريبة، ممّا يقلل من اعتمادهم على مواقع التصنيع البعيدة ومنخفضة التكلفة، كما يسهل إدارة التخزين بطريقة فعّالة.

يمكن أيضاً للمصانع استخدام الروبوتات لأداء مهامّ التوصيل عوضاً عن البشر، وهي تقنيّة مفيدة خصوصاً في أوقات الأوبئة وتضمن التوصيل لمسافات بعيدة، ومثال على ذلك توفر شركة ماربل Marble  للخدمات اللوجستية خدمات التوصيل هذه؛ فهي تستخدم حسّاس ليدار LIDAR لتوصيل الطرود بطريقةٍ آمنة وبكلفة مقبولة.

2- الروبوتات القائمة على الذكاء الصنعي

تستخدم الروبوتات القائمة على الذكاء الصنعي خوارزميات تعلّم الآلة في أتمتة اتخاذ القرارات وتنفيذ المُهمّات المتكرّرة في المصانع، وتحسّن هذه الخوارزميات  من نفسها.       اعتماداً على التعلّم الذاتي، ولذلك تستطيع التعامل مع العمليّات المسندة لها بوجهٍ أفضل، كما أنّ هذه الروبوتات أقلّ عرضة لارتكاب الأخطاء من الإنسان ولا تحتاج للاستراحة، مما يسهّل على المصنِّعين توسيع قدرتهم الإنتاجية.

 يمكن استخدام الروبوتات لرفع الأوزان الثقيلة في المصنع بينما يتولّى الإنسان أمر مَهامّ أكثر دقّة، ممّا يطوّر من درجة أمان بيئة العمل والأداء الإنتاجي عموماً،

وتتوقّع شركة ماكينزي أنّ الروبوتات التعاونيّة التي تتفاعل مع المحيط يمكن أن تطوّر الإنتاجيّة بنسبة تصل ل 20% في البيئات التي تتطلّب عمالة مكثفة.

تستخدِم العديد من مصانع السيارات الروبوتات للتعامل مع خطوط إنتاج السيارات والتعبئة والتغليف؛ إذ تعدّ الروبوتات بديلاً سريعاً، و منخفض التكلفة، وأقلّ عرضة للأخطاء البشرية.

تساهم الروبوتات في تطبيقات أخرى، ومنها:

  • اللحام
  • الطلاء
  • الحفر
  • فحص المنتج
  • صب القوالب
  • الطحن

3- استخدامات الذكاء الصنعي في إدارة سلاسل التوريد

تساعد أنظمة الذكاء الصنعي المصانع في تقييم سيناريوهات متعدّدة متعلّقة بالوقت والتكاليف والإيرادات لتحسين خدمة التوصيل للمستهلك مباشرة؛ إذ يمكن للذكاء الصنعي توقّع المسارات الأفضل وتتبّع أداء السائق في الزمن الحقيقي وتقييم حالة الطقس وتقارير المرور إضافةً إلى الاعتماد على بيانات سابقة لتوقّع وقت التسليم بدقّة، كما يوفّر سيطرة أكبر للمصانع على سلاسل التوريد بدءاً من تخطيط القدرة وصولاً إلى تتبّع المخزون وإدارته؛ إذ يمكن للمصانع إعداد نموذجٍ تنبُّؤي في الزمن الحقيقي لتقييم ومراقبة الموردين وتزويدهم بإشعارات في حال فشل المورد وتقييم اضطراب سلسلة التوريد مباشرةً.

على سبيل المثال تستخدم شركة رولز رويس Rolls Royce خورزميات تعلّم الآلة المتقدمة والتعرُّف على الصورة في تشغيل أسطول السفن ذاتيّة القيادة ممّا يحسن سلسلة التوريد بفضل كفاءةِ وأمانِ نقل شحنتها، وتتوقّع شركة ماكينزي أنّ سلاسل التوريد المحسّنة بوساطة الذكاء الصنعي ستُقلّل:

  • الأخطاء في التوقعات بنسبة تتراوح بين 20% و 50%
  • الخسارة في المبيعات بنسبة 65%
  • فائض التخزين بنسبة تتراوح بين 20% و 50%

4- سيارات ذاتيّة القيادة تعمل بالذكاء الصنعي

تستطيع السيارات ذاتية القيادة في المصانع أتمتة كلّ شيء بدءاً من خطوط التجميع وصولاً إلى الأحزمة الناقلة مثل سيارات بورش المذكورة في مثال سابق؛ إذ تحسّن السيارات والسفن ذاتية القيادة عمليّة التوصيل وتعمل على مدار الساعة يومياّ لتسرّعها، ومن المتوقع أن تصل نسبة مبيعات المركبات ذاتية القيادة إلى 10-15% من مبيعات سوق السيارات العالمي بحلول عام 2030، وذلك نتيجةً لاستمرار تزايد الطلب عليها.

 يمكن للمركبات المزودة بحساسات تتبّع حالة الازدحام المرورية وحالة الطرق والحوادث بهدف تحسين مسارات التوصيل وتقليل الحوادث، وأيضاً لتنبيه السلطات في حالات الطوارئ ممّا يزيد كفاءة التوصيل وأمان الطرق.

5- استخدامات الذكاء الصنعي في أتمتة المصانع

يعتمد مشغلو المصانع على خبراتهم وحدسهم في تتبّع مجموعةٍ متنوعة من الإشارات على عدد كبير من الشاشات ويضبطون معدّاتهم يدوياً؛ إذ يضع هذا النظام واجب إصلاح المشاكل واختبارات العمل والمهام الأخرى على عاتقهم ممّا يزيد ضغط العمل عليهم، لذلك يلجأ المشغلون أحياناً لاختصار بعض المهام وإعطاء الأولويّة لبعض الأنشطة بطريقةٍ غير صحيحة وإهمال القيمة الاقتصاديّة؛ إذ تنشأ مشكلتان باتّباع هذا النهج:

  • يتعرّض النظام القائم على القدرة البشرية للأخطاء، ممّا يؤدي لتعطل المعدّات ويقلّل كفاءة المصنع الفعليّة.
  • يجعل الاعتماد على الخبرة استبدال المشغلين في المصنع أمراً صعباً؛ إذ يمكن أن تؤدّي مغادرة مشغل خبير لخسارة في المعرفة المتعلّقة بعمليات المصنع.

أمّا في حال استخدام الذكاء الصنعي ستقلّ التكاليف العماليّة بكثرة، إضافةً إلى تحسين الإنتاجيّة والكفاءة في المصنع، وتتضمّن التطبيقات الأخرى:

– أتمتة العديد من المهام المعقّدة في المصانع

  • اكتشاف المشاكل بسرعة بفضل التتبُّع المستمر ومراقبة العمليات وإخطار التقنيين بالأمر حالاً
  • بناء مستودع مركزي لجميع بيانات التشغيل المرتبطة بالعمليات في المصنع وتسهيل عمليات نقل الموظفين
  • تقليل عدد المصادر المطلوبة لتشغيل المصنع
  • توسيع الإنتاج بسهولة حسب تقلّبات الطلب واستراتيجيات المصنع.

على سبيل المثال تعاونت شركة سيمنز Siemens مع غوغل لتطوير إنتاجيّة المصنع باستخدام رؤية الحاسب والتحليلات القائمة على السحابة وخوارزميات الذكاء الصنعي.

6- استخدامات الذكاء الصنعي في عمليات تكنولوجيا المعلومات

يرمز للذكاء الصنعي المستخدم في عمليات تكنولوجيا المعلومات ب AIOps ويعدّ ضرورياً جداً لتحسينها، وحسب شركة غارنتر Gartner فإنّ AIOps يستخدم البيانات الضخمة وتعلّم الآلة لأتمتة عمليّات تكنولوجيا المعلومات وأحد أبرز حالات استخدامه هي أتمتة إدارة البيانات الضخمة،  ويشمل:

  • جمع ودمج البيانات المستلّمة من الحسّاسات والمعدّات في المصانع
  • التتبّع والمراقبة في الزمن الحقيقي لعمليات المصنع وقياس الأداء حسب معايير محدّدة
  • استخدام تحليلات تنبؤيّة لتحديد وتوقع ومنع المشاكل الرقمية وكذلك لأداء تخطيط قدرة دقيق
  • استخدام تحليلات البيانات الضخمة لتتبُّع وتحسين استخدام الموارد وأداء البنية التحتية في السحابة.

وتتضمّن حالات الاستخدام الأخرى ربط الأحداث وتحليلها وتحليل الأداء واكتشاف التناقضات وإدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات.

7- استخدامات الذكاء الصنعي في التصميم والتصنيع

تساعد برمجيات الذكاء الصنعي في إنشاء تصاميم محسنة متعددة لمنتج واحد،

وتعرف هذه البرمجيات باسم برمجيات التصميم الإنتاجي والتي تزوّد المهندسين ببارامترات الدخل مثل:

  • المواد الخام
  • الحجم والوزن
  • طرق التصنيع
  • الكلفة وقيود الموارد الأخرى

تولّد الخوارزمية تصاميم مختلفة ويمكن للمهندسين اختبار كلّ نسخة من ذلك التصميم في سيناريوهات تصنيع وشروط مختلفة لاختيار الحل الأمثل.

تستخدم شركة تصنيع السيارات نيسان Nissan الذكاء الصنعي لتطوير سيارات جديدة لم تُرَ قط وبسرعة تصميمٍ تتجاوز لمح البصر؛ إذ تتطلّب عادةً هذه العملية عدّةَ أشهرٍ أو سنوات لينفّذها المصممون، كما تُستخدم هذه البرمجيات لاختيار الحلّ الأمثل ذو أقلّ نسبةِ خسارة من الموادّ الخام والطاقة.

8- استخدامات الذكاء الصنعي في مجال إنترنت الأشياء IoT

يشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى مجموعة من الأجهزة الذكيّة المتصلة بحسّاسات تولّد أحجاماً كبيرةً من البيانات العمليّة في الزمن الحقيقي وفي المجال الصناعي يعرف ب IIoT أي إنترنت الأشياء الصناعي وبمساعدة الذكاء الصنعي يحقق IIoT  مستويات أعلى في الدقة والإنتاجية.

أبرز حالات استخدام IIoT:

  • الأجهزة القابلة للارتداء مثل النظارات الذكيّة التي تعرض التعليمات دون استخدام اليدين وتعمل بحالة وعي للزمن الحقيقي.
  • التتبّع المستمر لأداء المعدّات واستخدام الطاقة ودرجة الحرارة ضمن البيئة ووجود الغازات السامة، وذلك لتوفير بيئة عملٍ أكثر أماناً.
  • التحكّم بالإضاءة الذكيّة وأنظمة التكييف لتحقيق استهلاك طاقةٍ فعّال.
  • تحليلات صناعيّة تستخدم البيانات من الأجهزة الطرفيّة في المصنع.

9- استخدامات الذكاء الصنعي في إدارة المستودعات

يؤتمت الذكاء الصنعي العديد من عمليات المستودعات، ويمكن للمصنِّعين مراقبة مستودعاتهم باستمرار وتخطيط اللوجستيات الخاصة بهم بطريقةٍ أفضل من خلال جمع البيانات في الزمن الحقيقي،

ويساعد توقع الطلب المصنّعين في اتّخاذ إجراءات تخزين في المستودعات بطريقة مسبقة ومواكبة الطلب مع العميل دون تكاليفِ نقلٍ عالية.

تؤدي الروبوتات في المستودعات مهام التتبّع والرفع والنقل وتصنيف العناصر؛ إذ يؤدي  البشر الأمور الأكثر أهمية وبذلك تُقلل من الحوادث في مكان العمل،

كما أنّ التحكّم المؤتمت بالجودة والتخزين يُقلّل تكاليف إدارة المستودعات ويُحسّن الإنتاجية ويتطلّب قوّة عمالة أصغر، وبذلك تستطيع الشركات المصنعة زيادة مبيعاتها وهامش ربحها.

10- أتمتة عمليات الذكاء الصنعي

تستطيع أدوات التعدين المدعومة بالذكاء الصنعي التعرّف على العقبات وإزالتها من عمليات الإنتاج تلقائيّاً؛ إذ تتيح هذه الأدوات للمصنعين مقارنة أداء المصنع ضمن مناطق مختلفة، مما يوحِّد ويبسط سير العمل لبناء عمليات تصنيعٍ أفضل،

كما تستخدم أتمتة العمليات باستخدام الروبوت والتي تعرف اختصاراً ب RPA؛ إذ تنفّذ الروبوتات مهامّ مكررة في المصنع باستقلاليّة، ويطلب التدخل البشري فقط في حال حصول استثناءات أو أخطاء،

وبوجهٍ مشابه تستخدم الروبوتات رؤية الحاسب لتنفيذ عمليات الفحص والتفتيش دون تدخّلٍ بشري.

وتشمل عمليات الأتمتة أيضاً:

  • تقليل زمن الدورة الإنتاجية
  • زيادة العائدات
  • زيادة الدقة
  • تحسين السلامة المهنية
  • تعزيز معنويات وإنتاجية الموظفين

 يمكن لاستخدام الذكاء الصنعي في مجال صناعة أشباه الموصلات لأتمتة العمليات زيادة العائدات بنسبة تصل ل 30% وتقليل معدلات الفقد وتكاليف الاختبار وفقاً لشركة ماكينزي.

11- استخدامات الذكاء الصنعي في الصيانة التنبؤية

الصيانة التنبؤية هي القيمة الأعظم لاستخدام الذكاء الصنعي في التصنيع حسب تقرير لشركة ماكنزي؛ إذ تتراوح القيمة بين 0.5 و 0.7 تريليون دولار عالمياً، وحسب شركة BCG فإنّ الصيانة التنبؤيّة تعدّ بالمستوى 4.0 من حيث الأولوية وخصوصاً لمنتجي الإسمنت.

تستطيع الأنظمة المدعومة بالذكاء الصنعي:

  • التقاط ومعالجة البيانات الضخمة (تتضمّن الصوت والفيديو والموقع) وذلك من خلال حساسات في المصنع.
  • تساعد في اكتشاف المشاكل أو كشف عدم كفاءة المعدات لتجنب تعطل المعدات المفاجئ، مثل التقاط صوت في محرك مركبة ما أو خلل في خط الإنتاج
  • منع توقف المعدات المفاجئ لتطوير كفاءة المصنع إضافةً إلى خفض التكاليف.
  • إضافةً إلى ذلك فإنّ إصلاح الأعطال في المكونات الفردية أرخص من استبدال آلة كاملة.

12- تطوير المنتج باستخدام الذكاء الصنعي

يساعد تطوير المنتج باستخدام الذكاء الصنعي المصنِّعين في خلق الكثير من نماذج المحاكاة وفحصها باستخدام تقنيات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR وذلك قبل البدء بعملية الإنتاج.

ونتيجةً لذلك تتمكن الشركات المصنعة من:

  • تقليل تكاليف المحاكاة والأخطاء.
  • تقليل فترة دخول السوق.
  • دعم مهندسيهم من خلال التنبؤ بالمشاكل وتجنبها قبل طرح المنتج في السوق.
  • تبسيط عملية الصيانة وإصلاح الأخطاء.

وبذلك تعزز الشركات المصنعة ابتكاراتها وتسرعها لتقديم منتجات جديدة أكثر تقدّماً وذلك قبل البدء بالمنافسة، وتتحسن الخوارزميات مع كل تكرار وتساعد في تصنيع منتج أفضل كنتيجة لحلقة ردود الفعل المستمرة لها.

13- المصنع المتصل المعتمد على الذكاء الصنعي

تُبنى المصانع المتصلة أو الذكية باستخدام الحساسات والسحابة، وتمثل هذه المصانع التوجه المستقبلي لمجال الصناعة.

 إذ تساعد المصانع الذكية في:

  • تزويد رؤية فورية لعمليات المصنع في الوقت الحقيقي
  • مراقبة استخدام الأصول
  • إنشاء أنظمة عن بعد وبدون لمس
  • تمكين التدخلات في الزمن الحقيقي
  • بناء مصدر ثقة وحيد لكافة بيانات الإنتاج
  • زيادة قدرة الإنتاج وبدون إحداث اضطرابات كبيرة

ومثال على ذلك شركة جنرال الكتريك GE إذ أنشأت مصنع Brilliant factory في مدينة بونة في الهند بهدف زيادة الإنتاج وتقليل وقت التوقّف، ولوحظت زيادة بنسبة تتراوح بين 45% و 60%  على مؤشر الكفاءة الشاملة في آلاتهم المربوطة في هذا النظام.

14- الفحص البصري ومراقبة الجودة باستخدام الذكاء الصنعي

يعتمد اكتشاف العيوب في الذكاء الصنعي على رؤية الحاسب، إذ تُستخدم كاميرات عالية الدقة لمراقبة كل جانب من عملية الإنتاج؛ إذ يستطيع هذا النظام تحديد العيوب التي قد لا تراها العين المجرّدة ويعطي تدابير للتصحيح أوتوماتيكياً، ممّا يساعد في تقليل استدعاء المنتج ويقلل الهدر، كما يساعد اكتشاف المشاكل، مثل انبعاث الغازات السامة، على تجنُّب المخاطر وزيادة السلامة المهنية في المصنع.

 على سبيل المثال يقارن نظام تراكبات الواقع المعزز AR المعتمد على الذكاء الصنعي الأجزاء المركبة مع تلك التي يقدمها المزودون لاكتشاف أي انحراف في الجودة، كما يساعد الواقع المعزز في التدريبات عن بعد ودعم التقنيين من أي موقع يمكنه الاتصال بهذه المنشأة لتوجيههم.

15- الذكاء الصنعي في تباين أسعار المشتريات

من الممكن أن يؤثّر أي تباين في كلفة المواد الخام على هوامش الربح بالنسبة للمصنعين؛إذ يشكّل تقدير تكاليف المواد الخام بدقّة واختيار البائع المناسب تحدياً كبيراً.

يتيح استخدام المصنِّعين للوحات القيادة المدعمة بالذكاء الصنعي التالي:

  • ميزات المصادر مثل ميزة الخطوة أو القطر أو نوع المادة أو التشطيب.
  • أبعاد المزود مثل البلد أو اسم العلامة التجارية أو بيانات الأداء.

باستخدام الخوارزميات المدعمة بالذكاء الصنعي يمكن للمصنّعين تحقيق:

  • تجميع الأجزاء المطلوبة لصناعة المنتج صناعةً صحيحةً.
  • التنبؤ بسعر شراء قياسي باستخدام بيانات تاريخية واتجاهات السوق.
  • بناء قاعدة أساسية لمقارنة الأسعار التي يطرحها الموردين.

وذلك يبسّط مهمة تتبع الأجزاء المستلمة من موردين مختلفين ويدير كافة بيانات الشراء باستخدام نظام مركزي.

16- إدارة الطلبات باستخدام الذكاء الصنعي

يجب أن تكون عمليات إدارة الطلب مرنة وفعّالة من ناحية التكلفة وقابلة لمواكبة تقلبات السوق والطلب وتوقعات المستهلك واستراتيجيات المصنعين.

وباستخدام الروبوتات المعتمدة على الذكاء الصنعي يمكن للمصنعين تحقيق:

  • أتمتة دخول الطلب ووظائف “النسخ واللصق” الأخرى.
  • استخدام الحساسات لتتبع المخزون لإنشاء طلبات شراء تلقائية.
  • إدارة تعقيد الأنواع المختلفة من الطلبيات عبر قنوات متعدّدة.
  • جعل تخطيط المخزون وإدارة الطلب أكثر سلاسة وشفافيّة.

ومن الأمثلة عن ميزات إدارة الطلبيات بوساطة الذكاء الصنعي هو حالة استخدام شركة بيرلاسوفت Birlasoft ، إذ أنشأت بيرلاسوفت نظام Oracle’s JD Enterpriseone 9.1  وهو نظام صمّم لشركة متخصصة في الصناعات الدوائية يهدف لتبسيط عملية تخطيط المخزون وإدارة الطلبيات، وقد ساهم تنفيذه في تقليل تكاليف إدخال الطلبيات وضمان الربح من هذه الطلبيات.

17- استخدامات الذكاء الصنعي في مجال الأمن السيبراني

تشير الأبحاث إلى أنّ المصنِّعين هم أكثر من يتعرّض للهجمات السيبرانيّة؛ إذ إنّ تعطّل خط إنتاج وحيد لفترة قصيرة جداً يمكن أن يكلّف خسارة باهظة،

وكلّما ازداد عدد الأجهزة التي تعمل بإنترنت الأشياء يزداد التهديد إلى حدٍّ كبير.

تساعد أنظمة الأمن السيبراني المعتمدة على الذكاء الصنعي وآلية كشف المخاطر على تأمين إنتاجيّة المنشأة؛ إذ يتمكّن المصنعون من اكتشاف الهجمات باستخدام الذكاء الصنعي القابل للتعلّم وذلك عبر خدمات السحابة وأجهزة إنترنت الأشياء ويمكن إيقافها في غضون ثوانٍ،

كما ينبّه النظام الفريق الصحيح للتحرّك على الفور لتجنّب أيّ أضرارٍ إضافيّة،

و تتحقق الحماية من التهديدات السيبرانية لتقنيات إنترنت الأشياء الصناعي باستخدام عزل البيئة sandboxing وتوقيع الأكواد   code signing ومعايير الأمن الأخرى.

ملخص- لماذا ستتبنّى المصانع تقنيات الذكاء الصنعي عاجلاً؟

أظهر استبيان لشركة ماكينزي أنّ الشركات التي تتبنى التحوّل الرقمي في مصانعها هي الرائدة في مجال الصناعة حالياً؛

 إذ يعتمد المصنِّعون على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل تحليل البيانات والذكاء الصنعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي وإنترنت الاشياء و التحليلات التنبؤيّة و الأتمتة والروبوتات وغيرها، وقد حققوا نتيجةً لذلك فوائد متعددة من ناحية كفاءة التصنيع والإنتاجيّة والكلفة وتشمل:

  • انخفاض وقت توقُّف الآلة بنسبةٍ تتراوح بين 30% و 50%
  • زيادة في إنتاجية العمالَة بنسبةٍ تتراوح بين 15% و 30%
  • تقليل تكاليف متعلّقة بالجودة بنسبةٍ تتراوح بين 10% و 20%

وقد بدأ الرواد في اعتماد هذه التقنيات مسبقاً وحققوا مزايا تنافسيّة من خلال تقليل تكاليف التشغيل وتحسين فترة دخول السوق وتحسين الأداء، وهذه المزايا ستتزايد مع الوقت لتُظهرَ الفرق بين الرائدين في تبنّي هذه التقنيات والمتخلّفين عنها.


المصدر : انقر هنا.

ترجمة:سها أديب
مراجعة:يارا قاضون
تدقيق لغوي:تيماء العبيد
تحرير:نور شريفة